تخطى إلى المحتوى الرئيسي

ويُعرّج إلى معنيين مختلفين لكل ظاهرة، نحو:

1- دلالة ( الولي ) على معنيين مختلفين

    تواترت (8) مرات، وكان لها معنيان مختلفان:

الأول: الناصر، يقول ابن منظور (ت 711هـ): ( ولي) في أسماء الله تعالى هو الناصرُ، وقيل المتولي لأمور العالم  والخلائق القائم بها. ([1]) واختُص بالله تعالى؛ لذلك جاء بصورة المفرد مرتين، يقول الفخر الرازي (ت 604هـ): " فاللهُ هُوَ الْوَلِي " (9) جواب شرط مقدّر كأنه قال: إنْ أرادوا أولياء بحق، فالله هو الولي بالحق، لا ولي سواه. ([2]) ثم تواتر ثلاث مرات في سياق النفي، إذا وُجّه الحديث إلى الكفار، وصاحبه حرف الجر (من) بمعنى: أي.

 الثاني: الشركاء والأصنام، نحو: " والْذِيِنَ اتْخَذُوْا مِنْ دُوُنِهِ أوْلِيَاءَ " (6) أي جعلوا له شركاء وأندادا. ([3]) لذلك جاءت بهيئة (الجمع) ثلاث مرات.

التحــــــــــــليل: الرابط: ضمير الفصل

الآية: صورة المفرد بالإيجاب

رقم الآية

الرابط: ضمير الفصل (هو) للقصر، وتمثل المقابل للمتخذين أولياء.

فالله هُوَ الوَليّ

 

وهُوَ الوَلِيّ الْحَمِيدُ

9

 

28

التحـليل: النفي ب (ما) + شبه الجملة + الحرف (مِنْ)

الآية: صورة المفرد بالسلب

رقم الآية

البنية العميقة: الظالمون لا ولي لهم.

(من) حرف جر زائد للتوكيد.

تقديم شبه الجملة: للاختصاص فلا ولي ولا أي معين لهم.

والظلمُونَ مَا لهُمْ مِنْ وَلِيّ.

ومَا لكُمْ مِنَ دونِ اللِه مِنْ وَليّ

ومَنْ يُضْللِ اللهُ فما لهُ مِنْ وليّ.

8

31

44

التحــــليل: مصاحبة التركيب (من دونه / من دون الله)

الآية: صورة الجمع

رقم الآية

تقديم شبه الجملة (من دونه): للقصر، أي قصروا عبادتهم على غيره.

والذينَ اتخَذوا مِنْ دونِهِ أوْلياءَ.

 أمْ اتْخَذُوا مِنْ دُونهِ أوْلياءَ.

ومَا كَانَ لهُمْ مِنْ أوليَاءَ ينْصّرونَهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ.

6

9

46

 

1-التقابل بين السلب والإيجاب:

السلب للكافرين في (ما لهم – ما كان لهم – وما لكم – فما له) ← ارتفاع نسبته.

أما الإيجاب: لله في ( فاللهُ هُوَ الْوَلِيُ – وهُوَ الْوَلِيُ الْحَمِيدُ)

2- حينما تكون صورة (الولي) المفرد بالإيجاب، يكون الرابط (بضمير الفصل) وتمثل الوجه المقابل للمقدمة، إنها تحمل عقيدة التوحيد، وتنفي التعدد في شكله الإفرادي السلبي والجمعي؛ لذلك ارتفعت نسبة تواترها (6) مرات.

3-أما إذا جاءت (الولي) بصيغة المفرد بالسلب، فهي: ما + شبه الجملة + (منْ) الزائدة.

4-أما إذا حملت هيئة ( الجمع) فيصاحبها التركيب: (من دونه / من دون الله)

2- درجات الظلم (دلالة مكثفة)

    تواترت (8) مرات، ودلت على معنيين، كالآتي:

التحليل: صورة الجمع المذكر

الآية: 1) الظالمون بمعنى الكفار

رقم الآية

البنية العميقة: الظالمون لا ولي لهم.

إنهم خائفون مما كسبوا، في الآخر، الفعل (ترى) يدل على اليقين، وتواتر مرتين.

أي: وإنّ الكافرين الذين ظلموا أنفسهم بالكفر والعصيان لهم عذاب موجع مؤلم. ([4])

(ألا) للاستفتاح (إنّ) للتوكيد، يتناسب الحرف (في) مع (مقيم) أي: دائم.

والظلمُونَ مَا لهُمْ مِنْ وَليّ.

ترَى الظلمينَ مشفِقونَ ممّا كسَبوا

وترَى الظلِمينَ لمّا رأوا العَذابَ

وإنّ الظلِمينَ لهُمْ عَذابٌ أليمٌ

 

ألا إنّ الظلمِينَ فَي عَذابٍ مُقيمٍ

8

22

44

21

 

45

التحليل: الرابط (هاء الغيبة / ضمير مستتر)

الآية: 2) الظلم مجاوزة الحد

رقم الآية

هذه قاعدة: الرابط يعود إلى الله.الوصف: بالسلب ب (لا)

الرابط: هاء الغيبة، (ظلمه: مصدر)

انتصر ممن ظلمه دون عدوان، فليس عليهم عقوبة.

 

الرابط: واو الجماعة، تقديره: (هم) يظلمون الناس.

إنّهُ لا يُحِبُ الظلِمينَ

انْتصَرَ بَعْدَ ظلمِهِ فأولئكَ مَا عليْهِمْ مِنْ سَبيلٍ.

 

إنّما السّبيلُ عَلىَ الذينَ يظلِمونَ النَاسَ

40

41

 

 

42

 

1- امتدت دلالة الظلم في الدنيا؛ حتى اكتسى الظالمون بصفة الكفر، وتماهت عقوبتها في الآخرة؛ مما جعل النص القرآني يؤثرها على لفظة (الكافرين) يقول فاضل السامرائي: نتحدث عن الفرق من الناحية اللغوية: أنّ الظلم هو مجاوزة الحد، والكفر: هو الخروج عن الملة، الظلم قد يكون درجات حتى يصل إلى الكفر، الظلم إذن له مراتب أعلاها الكفر، وصف الله الكفار بأنهم فاسقون وظالمون. ([5])

2- دلالة الكفار ب (اسم الفاعل) الجمعي؛ ليدل على كثرتهم، وردت (5) مرات.

وتنوعت صيغ (الظلم : مجاوزة الحد) بين: (اسم الفاعل – المصدر – الفعل المضارع) ما يعني شمول حالاتها، وتواترت ثلاث مرات، وكأنها تنبهنا إلى فداحته.

3-أسهمت ضمائر (الغيبة والضمير المستتر) في التماسك النصي. 

 

 3- (السماوات والأرض) بمعنى الكون، أو ظاهرة فلكية.

 تواتر استعمالهما (7) مرات بدلالتين:

أولا: بمعنى (الكون) لكن القرآن لم يستعمل هذه اللفظة، فالسموات والأرض عبارة عن مادة أو عنصر، يحددها إسحق أزيموف: عندما يتحدث العلماء عن المادة، فإنهم يعنون كل ما له وزن: كالصخرة أو الكائن الحي أو الكتاب ... أو أي شيء تذكره بما في ذلك الشمس والقمر والنجوم، إنما يُعدّ مادة حتى الهواء له وزن إذن فهو مادة، لكنّ الضوء والحرارة والأشعة السينية  وموجات الكهرباء ليس لها وزن، وبالتالي فإنها ليست مواد، وتتكون كل المواد من جُسيمات، وتُسمى (بالذرات) ...الواقع أنّ عدد الأنواع المختلفة من الذرات التي نعرفها يبلغ 102 فقط...هذه الذرات تُكوّن مجموعات تُسمى (جُزيئات) فإذا تكوّنت جزيئات نوع ما من المادة من نوع واحد من الذرات فتُسمى هذه المادة (عنصرا) وبما أنه يوجد مائة نوع واثنان من الذرات المعروفة؛ فعلى ذلك يوجد (102 ) عنصرا. ([6]) هذا الكون من عجائب صنع الله، فهو خالقه ويملك مفاتيحه، وله ما فيه.

والتعريف العلمي للكون هو: مجموع الموجودات الكائنة من مختلف صور المادة والطاقة والمكان والزمان، وما تتشكل عليه من كافة المادات و الأحياء. ([7])

أثبت العلم الحديث – في القرن الحادي والعشرين – وجود حياة في الفضاء، يقول عبد الدايم الكحيل:

 بعد اكتشاف آثار لحياة بُدائية على سطح أحد النيازك القادمة من الفضاء الخارجي، بدأ العلماء بالسفر عبر الفضاء لاكتشاف المخلوقات الكونية، وبعدما تأكدوا من وجود الماء على سطح المريخ وكواكب أخرى، أصبح لديهم حقيقة كونية تقول: إنّ الحياة منتشرة في كل مكان...وبالفعل يقولون: إنّ هناك إمكانية كبيرة لاجتماع سكان الأرض بمخلوقات من الفضاء. ([8])

ويؤكد زغلول النجار ذلك في قوله تعالى: " ومن آياته خلق السموات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير " (29) هذه الأجرام المعروفة لنا في الجزء المُدرك من السماء الدنيا، لا يعرف أحد من أهل العلم إنْ كانت معمورة بخلق من خلق الله أم لا، ولكن الآية القرآنية تُشير إلى وجود خلق في السماء. ([9]) وقد سبق القرآن جهود العلماء الغربيين بمعرفة هذه الفكرة، منذ القرن السابع الميلادي.

ثانيا: بمعنى الظاهرة الكونية، وهي تشقق السماء، وهذه الحالة لم تحدث بشكل كامل بعد، وانهيار الكون سيكون يوم القيامة. كلمة (السماء) تعني مدارات النجوم والكواكب، أو تعني مجموعة من المجموعات النجمية التي يطلق عليها اسم (المجرّة) وتحتوي على مئات الملايين من النجوم. ([10] ) صاحبت لفظة

( السموات) الأرض لتدل على أنها عوالم كعالم الأرض، حيث يعيش عليها البشر، فكذلك السماء، وكنّى عن الأرض بقوله : (فوقهن) ما يدل على تأنيثها المجازي وتعددها.

أما بالنسبة إلى الأرض، فتتشكل عوامل تشكيلها إلى:

1- حركات تكوينية مرتبطة بتغييرات في باطن الأرض؛ تؤدي إلى حدوث حركات في القشرة وظهور أشكال مختلفة من التضاريس.

2-عوامل خارجية ترتبط بالمظاهر التي تحدث في الأغلفة الظاهرية للكرة الأرضية، وأهمها: الغلاف الجوي، والغلاف المائي والغلاف الحيوي، وتنحصر في: عوامل التجوية، التي تقوم بتفكيك الصخور وتفتيتها أو تحلل معادنها، وعوامل التعرية التي تؤدي إلى النحت والهدم والإرساء والبناء، مثل: الرياح والمياه الجارية ومياه البحار والجليد.

3-عمليات التوازن التي تحدث للقشرة. ([11])

التحـــــــــــــــــــــــــــليل

الآية:

رقم الآية

تقديم الجار والمجرور وجوبا، حيث يُقصر ملكيتهما لله.

الرابط: اسم الموصول + هاء الغيبة، بالإضافة إلى لفظ الجلالة، وهو تأكيد لملكيته وتفرده.

السماوات طبقات محيطة بالأرض على هيئة الأغلفة، وليست سطوحا مستوية.

مقاليد: مفاتيح (السماء ليست فراغا كما كان يُعتقد، إنها بنيان مُحكم يتعذر دخوله إلا عن طريق أبواب تُفتح للداخل فيها) ([12])

فاطر: خالق، الرابط: ضمير مستتر، تقديره: (هو)

الخلق: الإيجاد من العدم، على غير مثال سابق.

يتفطرن: يتشققن، والفعل (تكاد) يدل على قرب وقوع الحدث، لكنه لم يقع بعد.

للهِ مُلكُ السّمَواتِ والأرْضِ

صِراطِ اللهِ الذي لهُ مَا فِي السّمواتِ ومَا فِي الأرْضِ.

لهُ مَا فِي السّمواتِ ومَا فِي الأرضِ

 

لهُ مَقاليدُ السّمواتِ والأرضِ

 

 

فاطِرُ السّمواتِ والأرْضِ

ومِنْ آيتِهِ خلقُ السّمواتِ والأرض

تكادُ السّمواتِ يتفطرْنَ مِنْ فَوْقِهِنّ

49

53

 

4

 

12

 

 

11

29

5

 

 

1-جاءت لفظة (السموات) في صيغة جمع المؤنث السالم، ذات التأنيث المجازي في جميع الحالات، أما كلمة (الأرض) فوردت مفردة، ما عدا كناية ظرف المكان عنها (فوقهن) ما يعني جمعها وتأنيثها.

2-ناسبت لفظة (مقاليد) السموات؛ لأنها عبارة عن أبواب، يلزم فتحها بمفتاح.

3-تعدد الإحالة:

أ-لله: للتعبير عن ملكيته لهما، أو مفاتيحهما له، أو أنه خالقهما.

ب-للسموات: لتدل على مقاربة أن تتشقق.

ت-للملائكة: لمغفرتهم للمؤمنين في الأرض.

4-تقدّمت (شبه الجملة) للاختصاص، حين كان فاعل الحدث: الله – في خمسة مواضع -

5-صيغت كافة الجمل في صورة الجملة الاسمية؛ ما يعني ثبات ولزوم الظاهرة.



) لسان العرب: ابن منظور، مادة (ولي) دار المعارف 1979م، المجلد السادس، ص4920. [1] (

) التفسير الكبير ومفاتيح الغيب: الفخر الرازي، دار الفكر - لبنان – بيروت، ط 1، 1981م، ج 27، ص 149.[2] (

) السابق، ج 27، ص 147.[3] (

) صفوة التفاسير: الصابوني: ج 25، ص 138.[4] (

[5] ) http://taders.com/tdbr/eloquence/7459

) عناصر الكون: إسحق أزيموف، ترجمة: محمد الشحات، الناشر: دار النهضة العربية – القاهرة ص 5، 6.[6] )

) الظواهر الكونية والطبيعية: عماد محمد إبراهيم، الترقيم الدولي:  5- 3196 – 90 – 977 – 978 ، ص 10.[7])

) من آيات الإعجاز العلمي (الأرض في القرآن) : زغلول النجار، ص 536، 537.[9])

) الظواهر الكونية والطبيعية، عماد إبراهيم، ص 24.[10])

   

                  https://Shamla.Ws/book/8569/106 المقدمات في الجغرافيا الطبيعية: عبد العزيز طريح شرف   ([11]

) الظواهر الكونية والطبيعية: عماد إبراهيم، ص 59.[12] )