Passer au contenu principal
إن مستقبل التعليم رهن بوجود إرادة حقيقية للتغيير والتطوير من العاملين بمهنة التعليم وإدارة واعية للقيام به، وهو ما يأمل المجتمع توفيره للخروج من الأزمات التعليمية المتنوعة الراهنة، وبناء مستقبل تعليمى أفضل لمصر .. ويعتبر المعلمون العنصر الأساسى فى أي تجديد أو تطوير بالعملية التعليمية ،فهم يمثلون أكبر مدخلات العملية التعليمية وأخطرها بعد التلاميذ، ومكانة المعلم فى النظام التعليمى تحدد أهميته من حيث كونه مشاركاً رئيسياً فى تحديد نوعية التعليم واتجاهه وبالتالى نوعية مستقبل الأجيال وحياة الأمة؛ فهو الذى يعمل على تنمية قدرات التلاميذ ومهاراتهم عن طريق تنظيم العملية التعليمية وضبط مسارها التفاعلى، وإرشاد التلاميذ إلى مصادر المعرفة التى تمكنهم من تحقيق التعلم الذاتى ومن ثَّم متابعة التعليم وتجديد معارفهم.
والمعلم هو المسئول عن نجاح كل الجهود التى تبذل من أجل تحسين العملية التعليمية والتربوية، وتفعيل دورها فى تنمية قدرات ومهارات التلاميذ، كما أن عملية التطوير المدرسى ترتبط ارتباطًا وثيقًا بما يفكر فيه المعلم ويفعله؛ فالمعلم هو القلب النابض لعملية التطوير المدرسى، ويعد تطوير أداء المعلم وشحنه برغبة التغيير والتطوير من الأولويات الملزمة قبل الشروع فى أي تجديد أو تطوير تعليمى أو تحسين وتطوير مدرسى.
وعلى ذلك يتناول هذا الكتاب عدة موضوعات تتناول دراسة كل مايخص المعلم بدءًا من اختياره ثم إعداده وتأهيله حتى التحاقه بالمهنة، وكذلك كل مايخص تنميته المهنية، بالإضافة إلى كل مايتعلق بمهنة التعليم: تطورها، ومشكلاتها، ومستجداتها، والاتجاهات العالمية في المهنة، وذلك تباعًا عبر الفصول المتعاقبة للكتاب؛ حيث يتناول الفصل الأول الإطار المفاهيمي لمهنة التعليم من حيث مفهومها والمفاهيم ذات الصلة والمرتبطة بها، والتطور التاريخي لمهنة التعليم عّبر العصور المختلفة، وتطور مؤسسات إعداد المعلم في مصر.
والفصل الثاني يتناول مكانة مهنة التعليم وطبيعتها وكينونتها في الجمع بين العلم والفن، ثمَّ المقومات المتعددة التي تقوم عليها هذه المهنة وتدعمها؛ من خلال تلك المقومات التي تتعلق بعملية الإعداد من حيث انتقاء المعلم في مرحلة ماقبل الإعداد للمهنة، والإعداد الأكاديمي التخصصي للمعلم، وكذلك الإعداد التربوي (المهني)، والإعداد الثقافي، والإعداد الشخصي، ونظم إعداد المعلم واتجاهاتها الحديثة، ثم المقومات الخاصة بالمعلم نفسه، والمقومات الخاصة بالمدرسة، ثم المقومات الخاصة بالتدريب والتنمية المهنية، ومجالات التنمية المهنية، وبرامجها، وأساليبها، ومبادئها، لينتهي الفصل بتناول معايير المهنة التعليم الخاصة بكافة أبعادها.
ويأتي الفصل الثالث ليتناول خصائص المعلم المختلفة: الشكلية والنفسية والسلوكية والمعرفية، ثم أدوار المعلم كوسيط بين التلاميذ ومصادر المعرفة، ودوره كمؤلف ومخطط، ودوره كموجه ومرشد، ودوره في ضبط نظام الصف، ودوره كقائد للعملية التعليمية، ودوره في النشاط المدرسي وتقويم الطلاب، ثم أدوار المعلم في ضوء المستجدات العالمية، وأدواره في ظل التعلم الهجين، يليه حقوق المعلم المهنية، والمادية، والمعنوية، ثم أدوار وواجبات المعلم ومسئولياته نحو أهداف التعليم، ونحو مهنته ومدرسته، ونحو التلاميذ ونموهم، والمنهج الدراسي وطرق التدريس والوسائل التعليمية، ونحو الزملاء وإدارة المدرسة، ونقابة المهن التعليمية، والمجتمع، في حين يتناول الفصل الرابع مشكلات التعليم والمعلمين في مصر على اختلاف أنواعها ومصادرها.
ويتكامل الفصل الخامس والسادس في تناول توجهات الارتقاء بالمهنة على المستوى العالمي والمحلي لتحليل الاتجاهات العالمية في الارتقاء بالمهنة كالنظم الحديثة في إعداد المعلم، وتوجهات تمهين التعليم، والترخيص لممارسة المهنة، والاعتماد المهني، أما بالفصل السادس فيتم استعراض بعض توجهات الارتقاء بالمهنة على المستوى المحلي في ضوء تناول مستجدات مهنة التعليم في مصر: كوضع معايير قومية للتعليم، وإنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وتعديل مسار الالتحاق بمهنة التدريس والترقي الوظيفي، وإنشاء الأكاديمية المهنية للتعليم، وتوجيه تدريب المعلمين وتنميتهم مهنيًا إلى الارتكاز داخل المدرسة، وتطبيق التعلم النشط في العملية التعليمية، وتطبيق التقويم الشامل.