Skip to main content
يعد القرن التاسع عشر ، وبحق ، أهم قرون التاريخ الحديث عامة ، والتاريخ الأوربى الحديث خاصة ، نظراً لما وقع فيه من أحداث هامة كان أبرزها قيام الثورة الصناعية التى بدأت فى انجلترا وانتشرت ، فيما بعد ، فى سائر أنحاء أوربا والعالم . نظرا لاستحالة تناول كل أحداث القرن التاسع عشر تفصيلاً فقد وقع اختيارنا على عدد من القضايا السياسية الكبرى التي شغلت حيزًا كبيرًا من هذا القرن ، وتأتي على رأسها الثورة الفرنسية التي وقعت في فرنسا في عام 1789 والتي وصفت بأم الثورات ، وذلك لأنها وقعت ضمن ثورات عديدة في آواخر القرن الثامن عشر. بيد أنها كانت أثقلها وزنًا وأبعدها أثرًا ، حيث رفعت شعارات الحرية ، والإخاء ، والمساواة.كما أنها شكلت حدثًا هاما ًلا في تاريخ فرنسا وحدها ، بل في تاريخ أوربا بأسرها ، فقد نجم عنها حروب طويلة وانقلابات سياسية واجتماعية وفكرية خطيرة رسمت مجرى تاريخ القرن التاسع عشر.
ثم نعرج على محاولات ساسة أوربا الرجعيين لإعادة النظام القديم في أوربا ومحو نتائج الثورة الفرنسية في مؤتمر فيينا 1815 وما تلاه من مؤتمرات. وسنبرز كيف أن فرنسا لم تتنازل قط عن كونها موطنًا للثورة ، ومبادئ الحرية ، فظلت معيناً لا ينضب لمحبي الحرية في كل مكان.وكيف خرجت منها الثورات في عامي 1830 و1848 لتكون نبراسًا يضيئ جنبات أوربا.
وكذلك رأينا من واجبنا أن نعطي قسطًا كبيرًا من الأهمية لمسعى الشعوب الأوربية لتشكيل وحدتها القومية كما حدث في ألمانيا على يد السياسي المحنك بسمارك وتضافر جهود كل من كافور وماتزيني وغاريبالدي فى سبيل توحيد ايطاليا .